أخبار

هل يمكن للخواتم في الأصابع أن تنقل عدوى «كورونا»؟

لا يمكن لفلانة أن تنزل إلى الشارع من دون أساورها وقرطيها وخواتمها التي تزين أناملها. لكن الشارع صار مهجوراً بسبب تفشي وباء «كوفيد-19»، ولم يعد من المناسب الخروج من البيت إلا في حالات الضرورة؛ من ذلك التوجه إلى بقال الحي لشراء الأطعمة، أو إلى الصيدلية لاقتناء الأدوية؛ إنهما من الحالات التي تسمح بها الحكومات التي قررت حظر التجول في عدد من البلاد. هل ارتعبت فلانة ولم تعد تذهب إلى «السوبر ماركت» بكامل حمولتها من ذهب أو فضة؟

جاء في تقرير صحي نشر في باريس أن الأيدي تتعرض بشكل مباشر للفيروسات، والملابس كذلك. فالمرض ينتقل عبر الرذاذ الذي يبثه المصاب حوله، في حال السعال أو العطاس أو مجرد الكلام. وتبعاً لذلك، فإن الخواتم يمكن لها التعرض أيضاً لكل ما تتعرض له الأيدي. وأوصى التقرير بخطوات عملية يمكن الالتزام بها لتنظيف الحلي. وقد عكف المتخصصون على قياس الزمن الذي يمكن للفيروس أن يستقر خلاله على السطوح البلاستيكية أو المعدنية ويبقى فعالاً. وكانت النتيجة تتراوح بين ساعات معدودة وعدة أيام. فهل يكون الحل هو غسل الخاتم «الملوث» مع كل مرة تُغسل فيها اليد؟

يوضح التقرير أن الخطر يتركز في الفيروسات التي يمكن أن تكمن بين الأصابع وتحت الخاتم، أو على سطحه، خصوصاً إذا لم يتم غسل اليدين بانتظام. لهذا لا بد من أن تأخذ المرأة، أو الرجل، وقتها في تنظيف الخاتم بالصابون، ويكون ذلك بخلعه وغسله قبل غسل اليدين، وفركه لمدة 30 ثانية على الأقل، ثم شطفه بكثير من الماء. وربما يكون من الأفضل استبعاد أي احتمال لنقل العدوى، وذلك بتقليد الطواقم الطبية. فالأطباء والممرضون، وبقية العاملين في المستشفيات، يلتزمون بعدم ارتداء الحلي خلال ممارسة عملهم.

وفيما يخص الذهب، فإنه يعد من المعادن الأكثر مقاومة للصدأ وفقدان البريق. لهذا فلا خوف على الخواتم الذهبية من العطب بسبب الغسل المتكرر. والأمر يقال أيضاً عن الفضة، مع ضرورة تجفيفها بشكل جيد بعد غسلها. وهناك محاليل منظفة يمكن أن تؤثر على أنواع من الفصوص والأحجار وتجعلها تخبو، في حال المبالغة في غسلها.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن تنظيف الخواتم لا يعفي من غسل اليدين بانتظام بالصابون أو بالسائل المعقم. وللتخلص من البكتريا يمكن نقع الحلي في السائل الكحولي الثقيل. وبما أنه يحتوي على الإيثانول والإزوبروبانول، فإنه يهاجم الفيروس مباشرة ويقضي عليه. إن السائل المطهر أشد فاعلية من الماء والصابون، لكنه قد يتسبب بضرر لبعض أنواع الحلي المصنوعة من معادن أقل مقاومة. ويمكن أيضاً غسل القلائد والأقراط لاحتمال أن تعلق بها الفيروسات عند تعرضها لرذاذ شخص يحمل فيروس كورونا.

وماذا عن الثياب؟ هل من الواجب غسلها بعد كل عودة من خارج البيت؟ إن العلماء ما زالوا يتعلمون من فيروس كورونا، وهم يطلعون علينا بمستجدات كل يوم، وما زالت هناك تساؤلات كثيرة معلقة من دون إجابات، ومنها قدرة الأنسجة على احتواء الفيروس. هل بيننا من لم يستخدم كوعه أو طرف قميصه في الكبس على زر المصعد أو في فتح مقبض الباب؟ وماذا عن آلة سحب النقود؟ هل نلمس أرقامها بالقفازات التي نتخلص منها فور الرجوع إلى البيت؟ حسب منظمة الصحة العالمية، فإنه من الصعب تقدير الفترة التي يمكث فيها الفيروس على الأسطح المختلفة، بشكل عام، ومنها الأقمشة. ويمكن القول إنها تصل إلى 3 ساعات في الهواء، و3 أيام على البلاستيك والمعدن، و5 أيام على الزجاج. وقد درس خبراء الصحة في هارفارد هذا الموضوع بشكل معمق، وتوصلوا إلى أن الفيروس يتشبث بشكل أسهل على الأسطح ذات المسامات منه على الأنسجة، مثل الأقطان، مع العلم أن هناك أنسجة ذات مسامات مثل البوليستر. كما أن الأمر يعتمد على نوعية السطح، وعلى درجة الحرارة في المكان، ونسبة الرطوبة.

ومن باب الحذر، توصي الجهات الصحية الفرنسية باستخدام القفازات البلاستيكية عند ملامسة المشتريات في السوق، ورميها في سلة المهملات بعد ذلك. وكذلك تنظيف الثياب الخارجية، وبالأخص الأحذية التي يستخدمها الشخص عند اضطراره للخروج من البيت. فالثياب التي تتعرض للاتساخ الزائد هي بيئة سهلة لانتقال الأمراض. وهو يمكن أن يمد يده لانتزاع حذاء ملوث سار به على بصاق مريض، ثم يلامس وجهه من دون انتباه. ولا يجوز أن تستبعد من التعقيم القفازات الجلدية أو الأزرار والسحابات «السوستة» المصنوعة من البلاستيك أو من المعادن. والأسلم هو أن يخلع المرء نعليه وثيابه الخارجية عند باب البيت، ووضعها في كيس للنفايات أو صندوق مغلق لمدة 24 ساعة. بهذا يضمن أنها لن تلامس الثياب الأخرى في الخزانة أو على المشجب. وعموماً، فإن الفيروس يمكن أن يختفي خلال بضع ساعات، وهو يفقد كثيراً من فعاليته حين لا ينتقل بشكل مباشر من إنسان إلى أنسان. وإذا كان المرء موسوساً، فما عليه سوى غسل ثيابه بالغسالة، وبدرجة حرارة 60 مئوية، وهي كفيلة بالقضاء على الفيروسات. وما يقال عن الثياب ينطبق على المناشف والشراشف. أما وضعها في المجمدة أو فرن «المايكرويف»، فلا جدوى منه.
aawsat
 

زر الذهاب إلى الأعلى