هنا السويد

صعوبة دخول المبدعين من المهاجرين في سوق العمل الثقافي في السويد

 
صورة: Stina Stjernkvist/TT

من المؤكد أن الظروف الصعبة والحاجة إلى مكان آمن يتسع للجميع ، كانا أحد الأسباب الرئيسية في هجرة جديدة لجمهرة من الكتاب والصحفيين والمبدعين العرب إلى السويد.

ولم يخفَ على العاملين في هذا المجال بالذات منذ وصولهم ، مدى الصعوبة التي ستواجههم في دخول سوق العمل الثقافي السويدي مستقبلاً، خاصة وأن الأمر يحتاج إلى الكثير من المقومات الخاصة وامتلاك أدوات تُحاكي الثقافة الجديدة و تندمج معها.

في حديثنا مع الشاعر والكاتب الصحفي السوري تمام هنيدي أحد هؤلاء الوافدين حديثاً ، رأى أنّه هناك معاناة كبيرة في دخول سوق العمل بالنسبة لأصحاب المهن الإبداعية تماماً كغيرها من المهن الأخرى :

  المعاناة التي يعاني منها أغلب العاملين في الحقل الإبداعي من كتاب وسينمائيين وتشكيليين هي نفس معاناة أصحاب المهن غير الإبداعية وهي العمل في المكان غير المناسب  "

 ولم يُغفل تمام مسؤولية الكاتب والمبدع في ضرورة بذل الجهد ، سواءً فيما يخص إتقان اللغة أو فيما يخص السعي لتقديم نفسه بالأسلوب المناسب : 

  نعم يجب على الكاتب أن يُعرف من قبل المجتمع حتى يطالب لاحقاً بحقوقه ولكن على الحكومة السويدية أن تأخذ خطوات باتجاه العمل على تنظيم هؤلاء المبدعين وفرزهم حتى يحصلوا على الفرصة المناسبة حال توفرها "   

  فيما تحدّث الراقص ومدرب الرقص المسرحي عوني موعد ، والذي أسس فرقة آرام للرقص المسرحي والمكونة من 30 راقص وراقصة في مالمو ،  لراديو السويد عن الصعوبات التي تواجهه في عمله الفني وفي دخوله لسوق العمل الثقافي :

  الصعوبات تنقسم إلى شقين شق خاص بالعمل مع الفرقة يتعلق بالجانب المادي وصعوبة تأمينه سواء من تغطية التكاليف أو توظيف العناصر بالفرقة لضمان استمرارها والشق الآخر شخصي من حيث صعوبة إيجاد عمل كمدرب للرقص والتي إن وجدت فهي محصورة بفترة الصيف "

 وحسب إحصائية حصلنا عليها من مكتب العمل فقد وصل عدد المسجلين في قسم الثقافة والإعلام من القادمين الجدد إلى 80 شخصاً . موزعون بين كتاب وسينمائيين وإعلاميين وتشكيليين وغيرها من المهن الإبداعية الأخرى.

الخبيرة الاستراتيجية في قسم الثقافة والإعلام بمكتب العمل فيليبّا فالر، علّقت على الأمر قائلةً بأن العائق الأكبر يكمن في عامل التمكن من اللغة ،والتي يجب على العاملين في هذا المجال إتقانها ، وأضافت  :

" على القادمين الجدد تعلّم اللغة واتباع خطة الترسيخ داخل مكتب العمل حتى يتم تسجيلهم ضمن قسم الثقافة والإعلام في المكتب ، ليتسنّى لهم فيما بعد البحث عن عمل عبر هذ القسم " 

ورداً على سؤالنا حول الوضع العام لسوق العمل الثقافي في السويد أجابت فيليبّا :

  أعتقد أن سوق العمل الثقافي في السويد يتطلب حالياً اعتماد العاملين على أنفسهم والاتجاه نحو العمل الفردي ، لأنه من الصعب جداً الحصول على عمل كموظف ثقافي ولا يمكنك أن تشعر بالأمان الاقتصادي ، فمعظم الوظائف تكون قصيرة الأمد ضمن هذا المجال "

 

راديو السويد 

زر الذهاب إلى الأعلى