هنا اوروبا

باريس: صدمة وسط المهاجرين إثر وفاة لاجئ سوداني في الشارع

قضى الخميس الماضي مهاجر سوداني بالقرب من مركز الاستقبال في منطقة لا شابيل في العاصمة الفرنسية باريس. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المهاجر حاصل على حق اللجوء على الأراضي الفرنسية، إلا أنه كان يبيت في الشارع، ويعتمد على المساعدات التي تقدمها الجمعيات والمنظمات التي تعنى بشؤون المهاجرين.

 

تجمع لبضعة أشخاص تحية وداع لكريم إبراهيم، اللاجئ السوداني الذي قضى الخميس على بعد أمتار قليلة من مركز استقبال المهاجرين في حي بورت دو لا شابيل الباريسي، الذي تديره جمعية "إيمايوس". اللاجئ الذي يبلغ من العمر نحو 30 عاما، وجده أحد المتطوعين العاملين مع إحدى الجمعيات التي تعتني بالمهاجرين في تلك المنطقة، وهو فاقد للوعي على فتحة تهوية على الرصيف كان ينام عليها ليحصل على بعض التدفئة.

 

La ChapelleLa Chapelle

 

 

متطوعون من جمعيات ومنظمات مختلفة تعمل مع المهاجرين إضافة إلى مجموعة من المهاجرين أنفسهم شاركوا في التجمع تحية لروح كريم وتأكيدا على رفضهم للمعاناة اليومية التي يتعرض لها المهاجرون في باريس. ووصف هؤلاء كريم بالشخص الودود والبشوش، إذ غالبا ما كان يساعد في عمليات توزيع الطعام والمساعدات في المنطقة، كما أنه كان يساعد في الترجمة من العربية إلى الفرنسية وبالعكس للمهاجرين الذين هم بحاجة إلى ذلك.

"يغرق همومه بالكحول"

أحد الناشطين المشاركين في الوقفة ممن تواصل معهم مهاجر نيوز وفضل عدم الكشف عن اسمه اتهم السلطات الفرنسية بالمسؤولية عن وفاة كريم، نتيجة الإهمال "المتعمد" تجاه احتياجات اللاجئين والمهاجرين وعدم السعي لحل مشكلتهم بشكل نهائي، وأضاف "إن هذه المأساة تذكرنا بأنه لا أهمية لكونك حاصل على حق اللجوء في فرنسا، لا شيء حقيقي سيتغير".

ناشطون آخرون وصفوا كريم بالمدمر نفسيا بسبب المآسي التي شهدها خلال رحلة لجوئه إلى فرنسا، إضافة للمعاناة التي مر بها قبيل حصوله على اللجوء، "الرجل سعى لإغراق همومه بالكحول"، أضاف الناشطون.

سبب وفاة كريم مازال مجهولا، إلا أن الشرطة الفرنسية فتحت تحقيقا في الموضوع للوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة.

جان جاك، أحد متطوعي جمعية ويلسون لمساعدة المهاجرين، قال إن "الصدمة تسيطر على الشارع في منطقة لا شابيل حيث تم العثور على جثة كريم، إذ استغرق وصول الشرطة بين ثلاث وأربع ساعات من أجل نقل الجثة، هذا عزز فكرة أن الدولة متخلية تماما عن مسؤولياتها تجاه المهاجرين".

 

"بشكل عام الحالة مذلة جدا"

حيدر، لاجئ عراقي يتردد بشكل دائم على منطقة لا شابيل، قال لمهاجر نيوز إن "الأوضاع صعبة جدا. يمكن لأي كان أن يرى كيف يقضي المهاجرون هنا أيامهم، بشكل عام الحالة مذلة جدا".

يضيف اللاجئ العراقي أن اللاجئين والمهاجرين موجودون هنا هربا من الحروب والاضطهاد،" ليسوا بحاجة لأن يمروا بنفس الظروف التي هربوا منها من بلادهم… أنا شخصيا أستطيع تدبر أموري، لدي بعض المال الذي أصرف منه على نفسي، ولكن إجمالا اللاجئون والمهاجرون هنا ينقصهم كل شيء، الطعام والأحذية وحفاضات الأطفال، منهم من هو مجروح، ومنهم من هو بحاجة لتجديد أمله بالحياة".

وكان موقع مهاجر نيوز قد تحدث سابقا لمهاجرين مقيمين بشكل دائم في تلك المنطقة وصفوا الوضع هناك بأنه "حتى الحيوانات لن تقبل بهذا القدر من الضجيج والقذارة"، في إشارة إلى تقاطع الطرق عند بوابة "لا شابيل"، حيث يلتقي الطريق العام بالطريق الدائرية التي تلتف حول العاصمة الفرنسية.

ويعاني اللاجئون والمهاجرون في باريس خاصة من أوضاع معيشية صعبة جدا، إذ يضطرون للمبيت في العراء معظم أوقاتهم، كما يعتمدون على الجمعيات والمنظمات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم اليومية كالطعام والشراب والدواء.

ويعيش أكثر من ألف مهاجر في مخيمات عشوائية أقيمت بالقرب من مركز الاستقبال في لا شابيل. ويمكن وصف الظروف التي يعيش فيها المهاجرون في تلك المخيمات باللاإنسانية، بسبب قلة النظافة وعدم وصول المهاجرين بسهولة لمياه الشرب والاغتسال، عدى عن عدم توافر سوى بضعة حمامات.

 

 

 
 
infomigrants
زر الذهاب إلى الأعلى