آراء

نزار العوصجي: خذوها مني ، ثبت عيد

في سابقة لم يشهد لها العالم مثيلاً ، حضر قائد ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني ، جلسة مجلس النواب العراقي ، المخصصة لأنتخاب رئيس جمهورية العراق !!
في سياق متصل وضع النقاط على الحروف ، و قطع الشك باليقين ، حين قام السفير الإيراني بزيارة محافظة الأنبار ، ليستفبله بعض الشخوص استقبال الفاتحين ، و ليقدموا لسيدهم و راعي نعمتهم فروض الطاعة و الولاء ، فيضع يده على رؤوسهم ليباركهم و يبشرهم برضى سادتهم الملالي عن خنوعهم ..

لقد أثبتت الرؤية الشرعية لهلال العيد ، ان العراق بات ولاية إيرانية ، محافظها قائد ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني ، يحكمها الحاكم بأمر الله المكنى بالسفير الإيراني ، لذا لم يعد هنالك داعي للتفكير ، من قبل اي جهة مهما كانت صفتها ، سياسية او دينية او اكاديمية ، مجرد التفكير بمستقبل العراق ، بل ليس من حقهم طرح رؤيتهم على إقل تقدير ، بكل ما يتعلق بالشأن العراقي ، او الحديث مجرد الحديث في اي شأن من شؤون العراق ، الداخلية منها و الخارجية ..

لا داعي لأقرار الميزانية العامة بعد اليوم ، فخزائن إيران كفيلة باستيعاب واردات العراق ، ليغدق بعد ذلك نظام الملالي على الوزرات ضمن موازنته العامة ، وفق ما يراه مناسباً بما لا يتعارض مع المصالح العامة ، باعتبار ان العراق ولاية إيرانية حالها حال باقي الولايات ..

لم يعد هنالك ما يستوجب أنشاء منظومات توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لسد حاجة المواطنيين على ارض العراق ، ولا داعي للربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية او الأردن الهاشمي ، فإيران كفيلة بتزويد ولاية العراق التابعة لها ، بما نحتاجه من الطاقة الكهربائية ، وفق تقديرها للموقف الشعبي العام لدى الشارع العراقي ..

لم يعد هنالك مايستوجب تطوير حقول انتاج الغاز ، او العمل على الأستفادة من الغاز المصاحب للنفط اثناء عملية الأستخراج النفطي ، فالغاز الإيراني يكفي لسد حاجة ولاية العراق في جميع الحالات ..

لا داعي لبناء المصافي المنتجة للمشتقات النفطية اللازمة لحياة المواطنيين ، على اراضي ولاية العراق ، كما لا داعي للأبقاء على المصافي القديمة الموجودة حالياً ، و الافضل التخلص منها ، كونها تعد حلقة زائدة لا داعي لها ، فمصافي النفط الإيرانية كفيلة بتجهيز ولاية العراق بما تحتاجه من مشتقات نفطية ، وفق المواصفات التي تراها مناسبة ..

لم يعد هنالك ضرورة لأكمال ميناء الفاو الكبير او حتى وجوده ، كما لم يعد هنالك حاجة لتشغيل ميناء ام قصر ، كما لم يعد هنالك حاجة لمد خطوط السكك الحديدية او حتى تطوير الموجود منها ، فالمنفذ الوحيد الذي يحتاجه العراق لسد كامل احتياجاته سيكون من خلال الموانئ و الاراضي الإيرانية ..

ليس بالضروري ان يكون العراق منتجاً او مصنعاً للسلع او البضائع و الصناعات من اي نوع كانت ، فما يحتاجه العراقيين تنتجه مصانع إيران وفق مواصفاتها ، و كل ما عليهم هو الطلب و دفع الثمن ، لتكون بين ايديهم بكلفة مادية أقل ، و باقصر وقت ممكن ..

لم يعد هنالك ضرورة لوجود نهري دجلة والفرات و روافدهما ، بعد ان انتفت الحاجة تماماً للزراعة و الري ، فلا داعي لأن يشغل المزارعون البال بعد اليوم بالزراعة او الري ، فكل ما عليهم هو الأهتمام بتسويق المنتجات الزراعية الواردة من إيران ، كونها قد زرعت ببركة العمائم الإيرانية ..

لم يعد هنالك حاجة لبناء مستشفيات او مراكز صحية و علاجية ، او حتى ترميم او تحديث القديم منها ، فحين يحتاج المواطن العراقي الى تلقي العلاج ، او اجراء عملية جراحية مهما كانت بسيطة ، ماعليه سوى الذهاب الى مركز السلطة ، اي العاصمة في إيران ، للتشافي و تلقي العلاج اللازم لذلك ..

لم يعد هنالك ضرورة لبناء جيش عراقي قوي ، يدافع عن ارض الوطن و يحمي سمائه و مياهه ، فتلك المهمة قد اوكلت الى الحرس الثوري و فيلق القدس الإيراني ، ممثلاً بأحد فصائله المسمى بالحشد الشعبي ، بالأضافة الى الميليشيات الموالية لنظام الملالي في إيران ..

لم يعد هنالك حاجة لوجود الشرطة العراقية او الأجهزة الأمنية او الأستخبارية ، حيث ستتولى اجهزة الباسيج و المخابرات الإيرانية مهمة استتباب الأمن ، و تكميم الافواه التي يمكن ان تخرج عن السيطرة ، فيما لو وجدت ..

لم يعد هنالك حاجة للتمثيل الدبلوماسي العراقي لدى المنظمات الدولية او السفارات في دول العالم ، حيث ان المهمة قد انيطت بالخارجية الإيرانية لتقدم الرسالة التي تتماشى مع مصالحها ، فيتولى المنسبين العراقيين مهمة قرائتها امام المحافل الدولية ..

لقد ابتلع الأخوة الكرد الطعم ، ومن قبلهم بعض ضعاف النفوس من السنة ، الطامعين و الباحثين عن المكاسب المادية .. لن يكون هنالك بعد اليوم وجود لأقليم كردستان ، لن يبقى للأكراد حكم ذاتي يتمتعون به ..
لن يكون الاقليم في منأى من القصف الصاروخي ، و المدفعي المتعمد الذي ينطلق من الارض الأيرانية ، و الذي يهدد أمن الأقليم و أمن مواطنيه و قاطنيه ، قبل ان يقدم قادته فروض الطاعة والولاء للساده ..
سرعان ما ستكتشف الأخوة الكرد ان العرس الذي احتفلوا به هو عرس واوي ، و ان الوعود التي قطعت لهم لم تكن سوى هواءً في شبك (( كلام قيل في ليل )) و كلام الليل يمحوه النهار ..

هنيئاً للعراقيين ماتحقق من انجاز تأريخي ، و إحفظوا هذا التأريخ جيداً 2022/10/13 ، فسوف ستسألكم عنه الاجيال القادمة ، انه تأريخ الخنوع و الرضوخ و الأنصياع لأرادة نظام الملالي .. انه تأريخ تحول دولة العراق بأكملها ليكون ولاية إيرانية مجوسية تابعة ، و الحبل على الجرار ..

لله درك يا عراق الشرفاء …

زر الذهاب إلى الأعلى