هنا اوروبا

ألمانيا: على خلفية مقتل مراهقة ـ مظاهرات ينظمها اليمين ضد اللاجئين

بعد شهرين على مقتل مراهقة ألمانية بسكين على يد صديقها السابق، وهو لاجئ أفغاني، شهدت بلدة كاندل الألمانية السبت (الثالث من مارس/ آذار 2018) تظاهرتين – الأولى كانت بهدف التحريض ضد اللاجئين والثانية كانت تضامنية مع سياسة اللجوء الرسمية. شارك في المظاهرة الأولى، التي دعت إليها كريستا باور، السياسية من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، حوالي 2000 شخص، رافعين شعارات تندد بسياسة اللاجئين التي تتبعها الحكومة الألمانية. وفي نفس الوقت، تظاهر المئات من الأشخاص تضامناً مع اللاجئين وسياسة الحكومة في هذا المجال.  وقالت الشرطة في ولاية شمال راينلاند بفالز إن المظاهرتين مرتا بسلام وبدون حوادث تذكر. وكانت الشرطة قد أمنت أمكان التظاهر في البلدة الصغيرة بمئات من رجالها المتخصصين بمكافحة أعمال الشغب.

يذكر أن مراهقة من بلدة كاندل تعرضت لضربات قاتلة بسكين من قبل صديقها السابق، وهو لاجئ أفغاني، والذي مثل أمام المحكمة بانتظار الحكم عليه. وأثارت القضية الرأي العام على خلفية كون الجاني تحت سن الرشد ويمثل أمام محكمة خاصة بالمراهقين، فيما يبدو أن المتهم هو أكبر من العمر الرسمي الذي أبلغ عنه السلطات.

واستغل حزب "البديل" اليميني الشعبوي هذه الحادثة وغيرها للتحريض ضد سياسة المستشارة أنغيلا ميركل فيما يخص استقبال اللاجئين. في هذا السياق، طالبت منظمة المسيرة من حزب البديل، كريستا باور، بـ"إغلاق الحدود الألمانية فوراً" و"الترحيل الفوري لكل الأجانب المقيمين في البلاد بشكل غير شرعي"، حسب قولها. كما طالبت باستقالة عمدة البلدة التي شهدت مقتل المراهقة الألمانية.

وقبل التظاهرة اليمينية بأيام، تأسس تحالف بين قوى معارضة لليمينيين ضم شخصيات من الأحزاب الديمقراطية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني، الذين دعوا إلى تظاهرة مضادة في البلدة تحت شعار " لا نسمح لمديتنا أن تكون مسرحاً لنشاطات اليمينيين".

وكانت رئيسة وزراء حكومة الولاية، مالو دراير، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قد أعلنت يوم أمس الجمعة الموقف الرسمي لحكومة الولاية الذي لخصته بالقول: "لا تسامح مطلقاً مع أعمال العنف ولا مع سياسة معادية للإنسان"، مضيفة: "أرى بصدمة كبيرة كيف يتم استغلال حادث إجرامي بشكل عام للتحريض على الكراهية ضد الغرباء". وأعلنت دراير تضامنها مع التحالف المعارض لليمينيين المسمى "نحن كاندل"، الذي يعمل من أجل بقاء بلدة كاندل مدينة منفتحة على العالم ومتسامحة وخالية من العنف ومتضامنة مع الآخرين.

 

MP : „Ich sehe mit Erschrecken, wie eine Tat in für pauschalen Fremdenhass instrumentalisiert wird. Ich danke denen, die für ein weltoffenes und tolerantes und ein gewaltfreies Miteinander eintreten. Ich stehe an ihrer Seite." http://s.rlp.de/1gk 

 
 

يشار إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا" حصل على 13 في المائة من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي أجريت في ألمانيا سبتمبر/ أيلول الماضي، ويجلس نوابه في البرلمان (البوندستاغ) دون الانضمام إلى أي كتلة، إذ ترفض الكتل البرلمانية لأحزاب المعارضة في البوندستاغ حتى الآن أي تعاون أو تعامل مع نواب الحزب.

 

 

 

 

أي. ب.أ

زر الذهاب إلى الأعلى