أخبار الهجرة

تظاهرة في مدينة بيهاتش البوسنية احتجاجا على سوء إدارة ملف الهجرة

عقب العثور على جثتي مهاجرين في منطقة حرجية حدودية مع كرواتيا، خرج سكان مدينة بيهاتش (شمال غرب البوسنة) بمظاهرة مطالبين الحكومة المركزية البوسنية بمزيد من الإجراءات لتحسين شروط وظروف المهاجرين.

 

خرج سكان مدينة بيهاتش شمال غرب البوسنة بمظاهرة احتجاجا على طريقة تعامل الحكومة مع ملف اللاجئين والمهاجرين، الذين يعيش الآلاف منهم  بظروف سيئة بانتظار ان تسنح لهم الفرصة للعبور إلى الجارة كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي.

ويعيش نحو أربعة آلاف مهاجر من الشرق الأوسط وبلدان آسيا الوسطى بالعراء، أو في مراكز إيواء مؤقتة متواضعة، على الحدود مع كرواتيا، تحديدا في مدينتي بيهاتش وفليكا كلادوشا.

وطالب المتظاهرون، الذين نزلوا إلى شوارع بيهاتش الاثنين، الحكومة المركزية البوسنية بالمزيد من الجهود لتسجيل وإيواء وتأمين المهاجرين، إضافة إلى العمل على وقف تدفق المزيد من القادمين الجدد.

ونتيجة الظروف القاسية التي يعيشها المهاجرون هناك، غالبا ما تندلع اشتباكات بينهم أدت إلى الآن إلى جرح العشرات منهم، كما قتل واحد على الأقل نتيجتها. هذا وقد عثرت الشرطة البوسنية نهاية الأسبوع الماضي على جثتي مهاجرين من منطقة حرجية  على بعد 85 كلم من فليكا كلادوشا، قال مسؤولون أنهما قتلا نتيجة سقوط حجارة عليهما على الأرجح.

 

وأفادت الجمعيات والمنظمات الإنسانية العاملة مع المهاجرين في المنطقة أن الحرارة العالية خلال الصيف الحالي والظروف المعيشية السيئة التي يعاني منها المهاجرون، كلها عوامل ترفع من الأخطار المحدقة بصحتهم العامة. هذا وقد ارتفعت وتيرة الشهادات والتقارير حول تعرض المهاجرين للضرب من قبل شرطة الحدود الكرواتية، الأمر الذي لطالما نفته سلطات كرواتيا.

المسؤولية تقع على الحكومة لا المهاجرين

ويلقي سكان ومسؤولي مدينة بيهاتش على حد سواء باللائمة على الحكومة المركزية لا المهاجرين لتدهور الأوضاع العامة في مدينتهم، حيث أن الوضع الصحي والأمني العام باتا ينذران بالخطر، فضلا عن تضرر القطاع السياحي في المنطقة بشكل كبير.

سوريت فازليك، عمدة بيهاتش، دعم التظاهرة التي قام بها أبناء المدينة، ووصف الوضع العام وكأن "بيهاتش تجلس على برميل بارود".

وخلال حديث مع الصحفيين قال العمدة "المشكلة قائمة في وقت مازال يفد فيه المزيد من المهاجرين. أثبتت مؤسسات الدولة عدم فاعليتها في معالجة هذا الملف منذ البداية".

وأضاف "لا أحد يعلم عددهم (المهاجرين) في بيهاتش… لا أحد يعرف من هم أو من أين أتوا".

وقرر الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي منح البوسنة مبلغ ستة ملايين يورو لمساعدتها على معالجة ملف الهجرة لديها، وذلك بعد شهرين من منحها 1.5 مليون يورو لنفس الأسباب.

مؤامرة لزيادة أعداد المسلمين

وتشير التقديرات إلى أن طريقة استجابة البوسنة لأزمة الهجرة قد تكون متأثرة باقتراب موعد الانتخابات الوطنية في تشرين الأول/أكتوبر القادم، حيث بدأت الأحزاب المشاركة بالانتخابات بإلقاء اللوم على منافسيها وتحميلهم مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع. يذكر أن السياسي البوسني ميلورد دوديك، صاحب التوجهات اليمينية، رفض استقبال مهاجرين في منطقته واعتبر وفود المهاجرين على البوسنة مؤامرة لزيادة أعداد السكان المسلمين.

وسجلت البوسنة دخول تسعة آلاف مهاجر هذا العام، أكثر بعشر مرات من العدد الذي تم تسجيله خلال 2017. ويعتقد أن عدة آلاف منهم وصلوا بالفعل إلى كرواتيا بمساعدة مهربي البشر.

ويصل معظم المهاجرين إلى البوسنة بعد أن يمروا من تركيا إلى اليونان ومنها إلى ألبانيا والجبل الأسود.

وقد برزت تلك الطريق بعد أن أغلقت معظم دول البلقان حدودها بوجه المهاجرين في آذار/مارس 2016، نتيجة تدفق أكثر من مليون مهاجر قادمين من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا في 2015 مع بروز أزمة الهجرة بشكل كبير.

 

 

 
 
 
 
infomigrants
زر الذهاب إلى الأعلى