آراء

د. عبدالرزاق محمد الدليمي: شيعة الاحتلال والانحراف عن الهوية الوطنية

ابتداءا لابد من الانتباه الى ان الثلل السياسية الشيعية التي فرضها الاحتلال على حكم العراق بعد 2003 تعيش في وهم الدولة الشيعية، هذا الوهم الذي تبنوه على حساب اختزال الهوية الوطنية العراقية وكان عند هذه الثلل عملا مشينا خطط له خارج العراق قبل احتلاله وترك اثاره السيئةً في حاضره و مستقبله، كما انه عند البعض الآخر كان رد فعل (غير سليم ) بحجج واهية لها علاقة بماضٍ بعيد وقريب وفي تكونها نتيجة خضوعها لسيطرة الاقطاع ورجال الدين المارقين التي (تدعي) انها عانت منها نتيجة تلك المراحل!!؟؟، الذي كاد أن يحوّل هذا الجزء من الشعب العراقي لأقلية عربية؛ ما جعلها عرضة لخسارة مزدوجة، من جهة في ادعاء الثلل العميلة للاحتلال ولطهران ان هذا الجزء من الشعب لم يعطى اي دور قبل الاحتلال في حين ان كل الوقائع تؤكد دورها كمنظومة وطنية سبق وان شاركت بالعمل السياسي والحكومي مع بقية مكونات الشعب العراقي منذ تاسيس الدولة العراقية 1921حتى الاحتلال البغيض .

احداث مهمة
في التحولات العراقية والمخاضات الكبيرة، والتجارب الصادمة مرّ بها الشعب العراقي بعد الاحتلال منها مسرحية سيطرة «داعش» على جزء كبير من المناطق، وتداعيات الاستفتاء في محافظات شمال العراق على الاستقلال ، وفشل المشروع الإسلامي السياسي الشيعي المُسلح التابع لملالي طهران، وتداعيات انتفاضة تشرين الوطنية اجبرت القوى السياسية الشيعية الحاكمة تحت الضغط القوي للشارع، بعيداعن قناعتها، إلى إفساح حيز صغير أمام بعض القوى المدنية أو غير الحزبية (قبل ان يتم احتوائها لاحقا) لان تمارس ادوارا محدودة ومرسومة في إدارة مرحلة زمنية قليلة ليست ذات تأثير..في هذه الفترة الزمنية استغلتها بعض هذه المجاميع السياسية الشيعية وذهبت أبعد من ذلك، حيث أعادت ترتيب بنيتها التنظيمية والشعبية والفكرية وصولاً إلى هوياتية بمسميات جديدة وفي مقدمتهما تيارا الصدر والحكيم وعلى سبيل المثال بدأ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باستخدام عبارة “التيار الصدري الوطني الشيعي” في وصف تجمّع أنصاره، أو “التيار الوطني الشيعي” بلا “صدري” أحياناً، بدلاً من عبارة “التيار الصدري” المعتادة، وظهر ذلك في جانب من مراسلاته الأخيرة بخط يده، حيث أضاف كلمتي الوطني الشيعي ، بالتزامن مع قراره إلغاء “موكب آل صدر”، وسارع أنصار التيار إلى تداول واعتماد ما اعتبروه تسمية جديدة للتيار ، وكتب مدونو التيار يشجعون بعضهم على الالتزام بالكلمتين الجديدتين في التسمية.
مرّ تيارالحكمة بزعامة السيد عمار الحكيم، بعدة انفصالات عدة تبلورت هويته الخاصة والعامة نتيجة قرارات شجاعة اتخذها زعيمه على مراحل وصولاً إلى الخصوصية الشيعية الوطنية في كل بلادهم، أي الانتماء إلى البلد الذي يعيشون فيه والاندماج فيه إلى جانب باقي الانتماءات والى رؤيته الأخيرة ببعدها الهوياتي، حيث تحدث الحكيم في كلام له في فبراير (شباط) 2023 أمام نخب شيعية عراقية وعالمية عن التوجهات الفكرية والعقائدية فيه، ولكنه ذهب إلى أبعد من ذلك في كلامه عن الخصوصية العراقية حين لفت إلى أنه «لا يمكن أن يكون شيعياً عراقياً وفي الوقت ذاته ينتمي إلى وطن آخر بسماتٍ وخصائص مختلفة أو يُطبق قوانين دولة أخرى أو يستورد ثقافة مختلفة لمجتمعه خلافاً لرغبتهم
عملياً، يتبنى السيدان، الصدر والحكيم، الهوية المُركبة أي «أنا عراقي عربي مسلم ولكن شيعي»، والأخيرة أي «الشيعية» يفترض انها هوية فقهية روحية وليست آيديولوجية عامة، وتحتاج إلى الأولى، أي «العراق» للحفاظ عليها، وهذا عمل الدولة الضامنة لخصوصيات الهوية الوطنية كافة ،ويبدو واضحا ان الصدر والحكيم يستبقان بذكاء بإشارات واضحة في الاستعداد لمرحلة ما بعد (السيستاني وخامنئي) وفي عمقها التنافسي ما بين طهران والنجف وهوية المرجع الأعلى المُقبل؟.
اما مواقف المنافسون الاخرون وفي مقدمتهم جماعة الاطار،فهم في حرج مما قد تؤول اليه الاحداث على الارض، ويراهنون على المتغيرات التي قد تنتهي اليها مسرحيات عض الاصابع بين الكيانين الفارسي والصهيوني ،والتي تهذف في جانب منها الى اعادة رسم اوضاع المنطقة الى شكل يؤكد هيمنتهما عليها ويحققان كل ما خططا له من اهداف تحت الطاولة وفي مقدمتهما دفع اطراف عربية كالسعودية الى التطبيع مع الكيان الصهيوني ولعل ارتفاع اصوات الصدر والخزعلي من جديد في موضوع البقيع ربما دلاله او مؤشر لحدث ما ؟!.
حزب الدعوة الاسلامية يحكم العراق
كتب المواطن عماد الصباغ مايلي:حزب الدعوة الاسلامية يحكم العراق، بشكل او باخر، منذ الغزو الأمريكي غير الشرعي و غير القانوني للعراق في ٢٠٠٣. و لو تمعنا بالوضع الحالي لوجدنا ان الاجواء و الاراضي و المياه العراقية اصبحت مباحة لاي كان. و ان البلد قد فقد تماما” امكانية الردع ناهيك عن امكانية تأديب من يعتدي عليه و يقتل مواطنية و يضرب و يقيم المعسكرات داخل أعماقه حين يشاء. و إذا كنت لا تصدق ما اقول فأسأل اهالي دهوك ليخبروك عن الانتهاكات التركية التي لها اول و ليس لها آخر،واسأل اهالي أربيل والسليمانية يخبروك عن الانتهاكات الإيرانية التي لها اول و ليس لها آخر. واسأل اهل البصرة و الفاو ليخبروك عن الانتهاكات الكويتية التي لها اول و ليس لها آخر.
فهل أوصلوا حزب الدعوة إلى سدة الحكم لكي يوصل البلد إلى الحظيظ الحالي، بعد ان نجح هذا الحزب، و منذ تأسيسه، على ادخال الإرهاب إلى العراق؟ لا اريد سوى ان أخاطب ضمائر المنصفين منكم: كيف تقبل ضمائركم ان يأتي التركي بدباباته و يقتل الراعي و أغنامه في دهوك بحجة محاربة احد احزاب تركيا المطالبة بحقوق الكرد؟ و كيف تقبل ضميركم ان يأتي الإيراني و يقتل عراقيين في أربيل بحجة محاربة الموساد لان طريق القدس يمر عبر أربيل، على ما يبدو؟ و كيف تسمح ضمائركم ان يأتي الكويتي و يسلب الصياد ابن الفاو أسماكه و يهينه و يدمر مركب صيده؟ هذا هو الحال الذي اوصلنا اليه حزب الدعوة و الإسلام السياسي، فأذا كان ضميرك يقبل بذلك فهذا يعني ان البيت بقه لمطيره و طارت بيه فرد طيره، و على العراق السلام. ‎

جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى