ثقافة

فنانة مبدعة من مدينة أربيل تفرض وجودها بين أقنعة مدينة البندقية العائمة

يورو تايمز / منذر المدفعي 

 

 

مدينة البندقية العائمة هي واحدة من المدن التي تسحر زائريها بخصوصيتها النادرة, فلا يمكن لسكانها المرور بين أزقتها الضيقة دون ركوب زورق الجندول ذو المقاعد الحمراء. 

 

بيوت عائمة على الماء منذ عدة قرون  تسلب ألباب الزوار وتجذب أنظار هم إلى ألوانها البنية المائلة إلى الاحمرار. وأعمدة الفن القوطي بين شبابيكها التي تخفي ورائها مئات الأسرار. 

أسرار تختبيئ خلف أقنعتها الملونة.

 

ترتبط أقنعة فنيسيا الملونة بتاريخ المدينة الثقافي وحتى السياسي. ومن أجمل فترات تلك المدينة هو كرنفالها الذي يمتد سنويا على مدى أربعين يوما من عيد الفصح المجيد وحتى بداية الصوم الكبير. 

 

وينقل الفنيسيون أن سبب ارتداء الأقنعة هو لإخفاء هوية المشارك في المهرجان للقضاء على الفروقات الاجتماعية والطبقية فلا يبقى تمييزا بين غني أو فقير. 

 

بيع الأقنعة في هذا اليوم هو أحد مصادر الدخل السياحي لفينيسيا. ومن بين مصنعي وموزعي تلك الاقنعة هنالك أنامل عراقية تفرض نفنسها في تلك المدينة. 

 

 

تمتلك الفنانة العراقية خانزاد شريف القادمة مدينة أربيل ورشة غنية بنماذج الأقنعة التي تصنعها بأناملها المبدعة لتبيعها من بعد ذلك في محلها ذو الواجهة المتخمة بالأقنعة الملونة التي تجذب زوار المدينة. 

 

تصنع الفنانة الكردية خانزاد شريف تلك الأقنعة من مادة الورق المقوى والتي تعتبر من المواد الأساسية لصناعة الأقنعة الفاخرة. كما تصنع أيضا الأقنعة البلاستيكية والتي تشهد رواجا أكبر لأنها أرخص ثمنا من تلك المصنوعة من الورق المقوى والمغطى بعدة مواد طبيعية تمنحها سمكا وصلابة تساهم في الحفاظ على ديمومة تلك الأعمال الفنية وبقائها لمدة طويلة.

 

 

عقب الانتهاء من صناعة القناع تعكف خانزاد على تلوينه بعناية فائقة لتمنحه هيئة أنيقة تجذب الزبائن . تؤكد خانزاد شريف بأن : "زبائني لايقتصرون على السياح وإنما يتزود الكثير من أصحاب محلات بيع الأقنعة في فنيسيا من منتوجات ورشتي الفنية. فهم يثقون بأعمالي ويفضلون شرائها مني بدلا من بقية المعامل التجارية". 

 

خلال موسم الشتاء تشهد مدينة فنيسيا انخفاضا في عدد السياح الذين يجوبون أزقة المدينة. وفي تلك الفترة من السنة تتجه خانزاد إلى ورشتها لانتاج أكبر كمية ممكنة من الأقنعة التي تبيعها من بعد ذلك برفقة زوجها جوان مع اقتراب موسم الكرنفال السنوي. 

 

 

تصنع خانزاد الكثير من الأقنعة التي تستلهم شكلها وألوانها من خصوصية المدينة وتاريخها إلا أن ابداعها الفني لا يقتصر على الإرث الفلوكلوري للبندقية العائمة وإنما هي تصنع بعض الاقنعة التي تمنح خط انتاجها لمسات حديثة. تبهر خانزاد زبائنها بأقنعة مستلهمة من الخيال العلمي وارتباط الانسان بالماكنة وبالثورة الصناعية.

 

لا يحبذ الزبون الايطالي هذا النوع الحديث من الاقنعة خلال مشاركته في الكرنفال السنوي إلا أنهات تؤكد بأن "زبائني لايقتصرون على الايطاليين الذين يشترون الاقنعة للمشاركة في المهرجان. فهنالك زبائن من كل انحاء العالم يأتون لزيارة المدينة ويعودون وهم محملون بالاقنعة. فالامريكيون مثلا يشترون هذه الاقنعة الغريبة للمشاركة في عيد الهالوين . بينما يشتري الزبون الفرنسي اقنعة كلاسيكية وأيضا هم يحبون اقنعة غريبة ذات طابع حديث". 

 

 

بدأت أبنة أربيل الفنانة خازاد شريف بممارسة هذه المهنة منذ قرابة عشرين عاما إلا أنها خلال مدة قصيرة أفلحت في اثبات وجودها بين فنانين كبار توارثوا هذه المهنة عن اجدادهم. وهي اليوم تقدم دورات تدريبية في ورشتها لمن يرغب بتعلم هذه الحرفة الفنية. 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى