آراء

د. حسن السوداني : ستيفان لوفين ومحمد ناجي وساحة الخضرة

اعتدت التسوق من ساحة الخضرة وهي مكان معروف لسكان مدينة مالمو, ففيها نصب العمل(Arbetets ära) الشهير للفنان السويدي  Axel Emil Ebbe وهناك اطلقت الحركة العمالية في السنوات الاولى من القرن العشرين , وهي في ذات الوقت ساحة تباع فيها الخضار الطازجة والزهور وتقام فيها العديد من الفعاليات الجماهيرية. 

سر تبضعي من هناك لا لعراقة المكان واهميته, بل لاني اشعر بتعاطف شديد مع الباعة هناك كونهم يمارسون العمل تحت ظروف جوية صعبة للغاية من برد ورياح ومتغيرات بيئية كثيرة دون سقف يظلهم او باب يصد عنهم الريح العاصف غير باب الله متحزمين مبكرين لمهنة شريفة يستحصلون فيها ارزاقهم.

يوم الخميس الموافق 17 جانوري استثمرت استراحة الغداء وذهبت للتسوق من هناك وصادف وصولي اليها هطول مطر وابل مصحوب بحبات جليدية كانها ابر مصوبة من مكان بعيد وبينما اهم لوضع بعض الفاكهة من بائع يرتعد من البرد واذا بصوت يحاذيني : 

شموازيك بهذا البرد؟

اجبته دون ان التفت: نفس الموازيك؟ ثم التفت اليه مع ضحكة تطرد عنا بعض حبات (الحالوب)!! انه ابو نورس ( محمد ناجي) الناشط السياسي المعروف في مدينة مالمو.. ودون مقدمات تبادلنا الاسئلة.. عن توقعات التصويت على رئاسة الحكومة السويدية وهل سيتم الموافقة على  استيفان لوفين ام تذهب السويد لاعادة الانتخابات؟

كانت اجابة ابو نورس جميلة ومعبرة وتدل على خبرة سياسية, قال: بغض النظر عن النتيجة, هل التفت للمناورة السياسية التي قامت بها الاحزاب السياسية؟ وكيف فرضت الحكمة والدهاء السياسي اجندات الاحزاب المتنافرة دون اللجوء الى كسر العصى!! وهنا اضطررنا ان نقارن بين حالنا في انتظار نتائج التصويت في البرلمان السويدي وبين قرارات الحلبوسي حول مخصصات السكن لاعضاء البرلمان العراقي المليونية وهو – اي الحلبوسي- جاء من محافظة عراقية مازال نصف سكانها يبيتون في العراء!! المصادفة ان نهاية الحوار كانت تحت نصب العمل وفيه عمال عراة  "رجال ونساء" يحملون صخرة كبيرة بشكل تضامني دلالة ان الجميع يتشارك في بناء الحياة والمجتمع! التفت لابو نورس وقلت له : 

بالضبط عراة مثل ذوله!!

صمت ابو نورس واطلق ضحكة مجلجلة وصاح: مع فارق بسيط هو كالفارق بين الثرى والثريا!!

______________________________

ملاحظة: وافق البرلمان السويدي بتاريخ 18-01-2019 على ستيفان لوفين رئيسا لوزراء السويد

زر الذهاب إلى الأعلى