هنا السويد

ليرو فيلم كوميدي عن اللجوء والهجرة من وإلى السويد

يورو تايمز – راديو السويد

 
 
 

في حين تعدّ السويد الوجهة الحلم للمهاجرين واللاجئين، يفضل العديد من السويديين الهجرة إلى بلدان في الجنوب بحثا عن الشمس ودفء العلاقات الإنسانية.

 
سيكون موسم الخريف السينمائي السويدي حافلا بما لا يقل عن الثلاثين فيلما بين السينمائي والوثائقي كشف عن بروموهاتها كما جرت العادة بمعهد الفيلم السويدي بستوكهولم.

فيلم ليرو للمخرج الشهير بيتر دالى من المنتظر أن يحقق نجاحا بارزا في دور العرض السينمائية. ويطرح ليرو قضية اللجوء والهجرة في قالب كوميدي من خلال المقارنة بين هجرة ولجوء مئات الآلاف من بلدان في الجنوب إلى السويد بحثا عن العيش في سلام ورفاهية وهجرة المئات، إن لم نقل الآلاف، من السويديين سنويا إلى بلدان في الجنوب بحثا عن الشمس وعن دفء العلاقات الإنسانية.

عن فكرة ليرو يقول مخرجه بيتر دالى في ميكروفون القسم العربي:

لم يشهد العالم من قبل هكذا عدد هائل من اللاجئين، ونحن الذين يعيشون في شمال أوروبا التي تعد وجهة للاجئين نحن أيضا في حالة لجوء وهروب دائمين، نحن نهرب من أنفسنا حيث لا نريد، على سبيل المثال، تقبّل فكرة مظهرنا وتقدمنا في السّن، فنقوم بمتابعة نظام غذائي خاص وما إلى ذلك من المفارقات الغريبة، وهذا تعبير في الواقع عن تصادم سخيف بين العوالم المختلفة التي يعيش فيها الإنسان في وقتنا المعاصر.

 
أن تتقبل فكرة هجرة السويديين من بلدهم الطرح الكوميدي أمر عادي، لكن هل القالب الكوميدي هو فعلا القالب المناسب لتناول قضية الهجرة واللجوء إلى السويد والتي تعد إحدى أكبر مآسي الإنسانية في السنوات الأخيرة؟

يجيب المخرج بيتر دالى بأن كل القضايا تحتمل الطرح الكوميدي، مستشهدا بمقولة الأديب الفرنسي الشهير إيميل زولا عن كون الفن عبارة عن زاوية ينظر إليها من خلال المزاج. ويضيف مهمتنا بالضبط كمخرجي أفلام هي النظر إلى العالم من وضعية مختلفة، وحينها نكتشف أن الكثير من الأشياء التي نعتبرها أشياء سوية ما هي في الواقع سوى أشياء سخيفة.

كيف سيتلقى الوافد الجديد هذا الفيلم؟ يعترف بيتر دالى أن الفيلم مكتوب من منظور سويدي بحت ويصعب عليه التكهن بأي عين سيشاهده اللاجئ القادم من سوريا لأنه، بيتر دالى، لا يعرف ما يتضمنه حمل هذا اللاجئ من مفاهيم وتجارب حياتية مرعبة. لكن بيتر دالى يأمل بأن يثير الفيلم لدى المشاهد أيا كان تأملات عن نفسه وعن نظرته إلى العالم، فنحن نعيش في زمن يشهد تغيرات سريعة وأعتقد، يقول بيتر دالى، أن الفيلم سيلاحق مشاهديه حتى بعد نهايته لأن القضايا التي يثيرها الفيلم ستبقى عالقة في تفكيرهم.

 
وتبقى فلسفة الفيلم أن الإنسان أيا كان غالبا ما يكون في حالة لجوء وترحال دائم، في بعض الأحيان هروبا من شيء ما أو بحثا عن شيء ما، لكن الوصول إلى الشعور بالرضا يبقى في الغالب صعب المنال.

 تاريخ العرض الأوّل للفيلم 19 اكتوبر 2018

نجمة عبد اللـه بوشلوخ
nedjma.boucheloukh@sr.se

زر الذهاب إلى الأعلى